الدكتور غانم السعيد ..يكتب: شتان بين هنا ..وهناك
حينما نظرت من شرفة شقتي لأنظر في مصدر الصخب والضجيج الذي يقلق علي خلوتي التي أعيشها في قراءة بعض الكتب منتهزا فرصة حظر التجول ، والحجر الاختياري .
تبين لي أن شباب المنطقة، ومناطق أخرى قد تنادوا ليتجمعوا في تلك الحديقة الواسعة لإقامة مباريات في كرة القدم على امتداد مساحتها ، رأيتهم يلعبون غير عابئين بقرارت حظر التجول ، وغير ملتزمين بأبسط قواعد الوقاية من هذا الفيروس القاتل ، والمشكلة الأهم أن الناس يرونهم ويسمعون صخبهم وضجيجهم وقد يمرون من عليهم وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء .
في ظل هذه الظروف السلبية التي بعيشها هؤلاء الشباب رأيت على صفحات التواصل الاجتماعي شباب قريتي (نظارة مهيب) بمحافظة كفر الشيخ، وقد أخذوا بذمام المبادرة حيث تجمعوا فيما بينهم في التزام يراعي التعليمات المطلوبة حيث المسافات الصحية المقررة ، مع ارتدائهم الكمامات الواقية ويقومون بتعقيم شوارع وبيوت ومدارس القرية بهمة وحماس ، وبتعاون متكامل مع الأهالي الذين ساعدوهم بالمعدات ومواد التعقيم .
يقومون بوعي كامل بمسؤوليتهم تجاه وطنهم ، على الرغم من أن القرية ينقصها كثير من ضرورات الحياة التي تتوفر لأبناء المدينة الذين لم يشعروا بمسؤولياتهم تجاه وطنهم في هذه المحنة التي يمر بها .
مما يجعلنا دائما نتأمل عن غياب الوعي هنا ، ووجوده هناك ؟؟
الدكتور غانم السعيد، عميد إعلام الأزهر